ما هي صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs)؟ إليك كل ما يحتاج المستثمر المسلم لمعرفته
ما هي صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs)؟ اكتشف كيف يستفيد المستثمر المسلم من التنوّع والسيولة في صناديق الاستثمار الحلال، وما الشروط التي تجعل ETF متوافقًا مع الشريعة الإسلامية، وأشهر صناديق المؤشرات الحلال عالميًا.

في ظل التغيرات المتسارعة التي تشهدها الأسواق المالية اليوم، يطرح العديد من المستثمرين المسلمين سؤالًا مهمًا: "هل يجوز الاستثمار في صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs)؟"
مع ازدياد شهرة صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) وتصاعد الطلب على الاستثمار الحلال، بات من الضروري التعرّف على هذه الفئة من الأصول واكتشاف ما إن كانت متوافقة فعلًا مع مبادئ التمويل الإسلامي.
فمن ناحية، توفر صناديق المؤشرات المتداولة البساطة والتنوّع والفعاليّة الاقتصاديّة، ولكن من ناحيّة أخرى يظل السؤال قائمًا حول مدى توافقها مع الشريعة الإسلاميّة، وعلى وجه الخصوص توافق الأصول التي تتضمنها تلك الصناديق مع أحكام الشريعة.
في هذه التدوينة، سوف نوضح ماهيّة صناديق المؤشرات المتداولة، ونتعرّف على العوامل الرئيسيّة التي تحدد مشروعيتها، ونكتشف ما إن كانت تمثل خيارًا استثماريًا ملائمًا للمستثمرين المسلمين.
إذًا، ما هي صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs)؟
صندوق المؤشرات المتداولة (ETF) هو عبارة عن سلة من الحيازات مثل الأسهم والسلع والسندات المدرجة والخاضعة للتداول في أحد المؤشرات الرئيسية مثل S&P 500 أو MSCI، وهي توفر للمستثمرين إمكانيّة تداول فئة كاملة من الأصول من خلال استثمار واحد فقط.
تتسم صناديق المؤشرات المتداولة بالشهرة والانتشار لكونها توفر:
- التنوّع: إمكانيّة الاستثمار في شركات أو أصول متعددة من خلال صندوق واحد.
- التكلفة المنخفضة: تتميز صناديق المؤشرات المتداولة بكونها أرخص عادةً من صناديق الاستثمار المتبادلة.
- السيولة: يستطيع المستثمرون البيع والشراء خلال ساعات التداول، ولكن ذلك يعتمد على الصندوق نفسه.
بالنسبة للمستثمرين المسلمين، توفر صناديق المؤشرات المتداولة المتوافقة مع الشريعة الإسلاميّة إمكانيّة الاستفادة من استثمارات متنوّعة مع الالتزام بمبادئ التمويل الإسلامي، إذ تخضع تلك الصناديق لإشراف ومتابعة هيئات شرعيّة متخصصة.
عدا عن الأسهم الحلال وصناديق المؤشرات المتداولة، يستطيع المستثمرون المسلمون أيضًا تداول فئات أخرى من الأصول، مثل الصكوك (السندات الإسلاميّة) والذهب وصناديق الاستثمار العقاري (REITs).
يتمحور التمويل الإسلامي حول إدارة الثروة بطريقة متوافقة مع أحكام الشرع الحنيف، ولمزيد من المعلومات حول الاستثمار الحلال، يُرجى قراءة دليلنا المفصل حول ذات الموضوع.
هل جميع صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) حلال؟
الإجابة باختصار هي لا، فوضع مجموعة من الاستثمارات في صندوق مؤشرات متداولة (ETF) لا يجعلها حلالًا بصورة تلقائية.
فثمة عاملان أساسيّان يجب وضعهما في عين الاعتبار:
- ما هي الأصول التي يتضمنها صندوق المؤشرات المتداولة أو يستثمر فيها؟
- كيف تتم إدارة صندوق المؤشرات المتداولة؟
لمعرفة ما إن كان أي من الأصول في صندوق المؤشرات المتداولة حلالًا أم لا، من الضروري دراسة طبيعة نشاطه التجاري وأوضاعه الماليّة.
لمزيد من التفاصيل حول دراسة شرعيّة الأسهم، يُرجى الاطلاع على دليلنا الكامل حول الأسهم الحلال وأهمية التقييم الشرعي.
تحرّم الشريعة الإسلاميّة الاستثمار في مجالات وأنشطة معينة، مثل:
- الكحول
- التبغ
- القمار والكازينوهات
- الخنزير ومشتقاته
- البنوك وشركات التأمين الربوية
- صناعة السلاح
- مواد الترفيه الإباحية
بالإضافة إلى النشاط التجاري للشركة، يجب أن تكون أوضاعها الماليّة متوافقة أيضًا مع الشريعة الإسلاميّة حتى يكون الاستثمار فيها حلالًا، وفي هذا الصدد يمكن الرجوع إلى معايير هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات الماليّة الإسلاميّة (أيوفي) والتي تُعد من أشهر المعايير المتبعة في مجال التمويل الإسلامي وأكثرها شيوعًا.
تمثل معايير أيوفي إطار عمل يمكن الاستناد إليه لاتخاذ القرارات الاستثماريّة بطريقة سليمة ومتوافقة مع مبادئ الدين الإسلامي، ولذا فقد باتت تلك المعايير متبعة في العديد من المؤشرات الإسلاميّة الرئيسيّة مثل S&P وDow Jones.
هل تريد معرفة المزيد حول معايير أيوفي؟ يُرجى مطالعة تدويتنا الخاصة حول معايير الأسهم الحلال.
تؤكد أيوفي ضرورة التزام الشركات بالمعايير التالية:
- الحد الأقصى للدين الربوي 30% من إجمالي الأصول.
- الحد الأقصى للدخل من أنشطة محرّمة 5% من إجمالي الإيرادات.
وبالتالي إذا كان صندوق المؤشرات المتداولة يتضمن أسهمًا في شركات لا تلبي أيًا من هذه المعايير، فإن الاستثمار فيه يُعد حرامًا.
وفي حين أن بعض صناديق المؤشرات المتداولة مثل تلك التي تتبع S&P 500 تتضمن شركات عاملة في قطاعات غير متوافقة مع الشريعة الإسلاميّة، ثمة أيضًا صناديق متوافقة مع الشريعة والتي تستبعد هذا النوع من الشركات. على سبيل المثال، يمثل مؤشر SP Funds S&P 500 Shariah Industry Exclusions البديل الشرعي لمؤشر S&P 500 لكونه يستثني الشركات غير المتوافقة مع الشريعة الإسلاميّة.
إدارة صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs)
حتى لو كانت الأصول المنضوية تحت صندوق المؤشرات المتداولة (ETF) حلالًا في ذاتها، فيجب إدارته بطريقة متوافقة مع مبادئ التمويل الإسلامي حتى يكون الصندوق شرعيًا.
وفي هذا الصدد، يجب على المستثمرين وضع الأمور التالية في عين الاعتبار:
- استخدام الرافعات المالية والعقود الاشتقاقيّة: تستخدم بعض صناديق المؤشرات المتداولة عقودًا اشتقاقيّة مثل عقود الخيار أو العقود المستقبلة، وربما تلجأ إلى الديون الربوية لتحسين العائدات. مثل هذه الممارسات تنطوي على غرر وربا، وكلاهما من الأمور المحرّمة في التمويل الإسلامي.
- إدارة الاحتياطي النقدي: كيف يدير صندوق المؤشرات المتداولة احتياطه النقدي؟ تحرّم الشريعة وضع الأموال في حسابات ربويّة، لأن ذلك قد يؤدي إلى تحقيق دخل غير شرعي. ووفقًا لمعايير الاستثمار الشرعي الخاصة بأيوفي، يجب ألا يتخطى الدخل الناتج من مصادر محرّمة 5% من إجمالي الدخل.
- التزكية: حتى الشركات المتوافقة في عملها مع الشريعة الإسلاميّة قد تحقق من حين لآخر قدرًا ضئيلًا من الأرباح من مصادر غير شرعيّة، ولذا حتى يكون صندوق المؤشرات المتداولة حلالًا فعلًا يجب أن يتضمن آلية واضحة ومحددة لتزكية الدخل، وذلك من خلال احتساب القدر المحرّم من الأرباح والتبرّع به لأعمال الخير.
تجدر الإشارة إلى أن صناديق المؤشرات المتداولة الإسلاميّة قد تنطوي على تكاليف أكبر من نظيرتها التقليدية وذلك بسبب التكاليف الإضافيّة المتعلقة بعمليّة التدقيق الشرعي.
وفي حين أن بعض صناديق المؤشرات المتداولة تسوق نفسها باعتبارها حلالًا، تجدر الإشارة أيضًا إلى تفاوت المعايير الشرعيّة بين مزودي الخدمة وبحسب اللوائح والقوانين الناظمة، لذا من المهم التأكد من اتباع الصندوق لمعايير معتبرة شرعًا مثل معايير أيوفي.
أشهر صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) المتوافقة مع الشريعة الإسلاميّة
تشهد صناديق المؤشرات المتداولة الإسلاميّة نموًا مستمرًا وتكتسب شهرة متزايدة، وخصوصًا في مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب شرق آسيا. فوفقًا لتقرير صادر عن مؤشر S&P، سجلت الأصول الخاضعة لإدارة صناديق مرتبطة بالمؤشرات الإسلاميّة نموًا مستمرًا وبلغت قيمتها 4.6 مليار دولار في 2024.
مع ذلك، لا زال نطاق عمل صناديق المؤشرات المتداولة المتوافقة مع الشريعة الإسلاميّة متواضعًا مقارنة بنظيرتها التقليديّة. وفيما يلي بعض صناديق المؤشرات المتداولة المتوافقة مع الشريعة الإسلاميّة:
صندوق مؤشرات متداولة حلال
المميزات
SP Funds S&P 500 Shariah Industry Exclusions ETF (SPUS)
يتتبع البديل الشرعي لمؤشر S&P 500
Wahed FTSE USA Shariah ETF (HLAL)
يركز على الشركات الأمريكية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
iShares MSCI World Islamic UCITS ETF
يوفر إمكانية التداول في أسهم متوافقة مع الشريعة الإسلامية في جميع أنحاء العالم.
HSBC Global Funds ICAV - Global Sukuk UCITS ETF
يوفر إمكانية الوصول إلى حقيبة متنوعة من الصكوك الاستثمارية.
كيف يمكنك شراء صناديق مؤشرات متداولة (ETFs) حلال؟
بالنسبة إلينا في تبادلات، الالتزام بالشريعة الإسلاميّة ليس مجرّد شعار، بل هو الأساس الذي يقوم عليه عملنا بأكمله. نحن أول منصة تداول عالميّة متوافقة فعليًا مع الشريعة الإسلاميّة والتي صُممت خصيصًا للمستثمرين المسلمين الباحثين عن فرص الاستثمار الحلال.
نحن نلتزم بمعايير هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات الماليّة الإسلاميّة (أيوفي)، وذلك يعني أن كل صندوق مؤشرات متداولة (ETF) مدرج لدينا وكل ميزة نقدّمها وكل سياسة نتبعها تستند بشكل أساسي إلى تعاليم الدين الإسلامي، كما أن لدينا هيئة رقابة شرعيّة مستقلة تضم ثلاثة من كبار العلماء، والتي تتولى تدقيق نشاطاتنا عدّة مرات في السنة وإصدار فتوى شرعيّة تؤكد توافق منصتنا مع الشريعة الإسلاميّة.
وباستخدام تقنيات متطورة، نحن سنحلل 40,000 سهم وصندوق مؤشرات متداولة يوميًا. مع تبادلات، أنت لست مضطرًا لدفع تكاليف إضافيّة لمعرفة مع إن كانت استثماراتك حلالًا أم لا، فنحن نوفر لكل مستخدم لدينا تقريرًا شاملًا ومفصلًا حول مدى توافق استثماراته الحاليّة والمستقبليّة مع الشريعة الإسلاميّة بدون تكلفة إضافية.
تتسم الأسواق بالتقلب المستمر ونحن نعي ذلك جيدًا. وبالتالي، ما الذي يحصل إن أصبح أي من استثماراتك غير متوافق مع الشريعة الإسلاميّة؟ في مثل هذه الحالة، نرسل لك تنبيها فوريًا لتتخذ الإجراء المطلوب، أي أننا نمنحك فرصة التركيز على الاستثمار دون الخشية من الوقوع في الحرام.
كما ندرك أيضًا أن الزكاة أحد أركان الإسلام، ولهذا السبب أنشأنا حاسبة زكاة ملحقة لمساعدتك على تنقية دخلك وأداء فرض زكاتك، كل ذلك من خلال منصة واحدة فقط! نحن لا نساعدك على تحقيق الربح فحسب، بل نتأكد من كونه حلالًا ونقيًا أيضًا.
ابدأ استثمارك بالحلال
افتح مجانًا حسابًا في تبادلات لتكتشف الاستثمارات الحلال من بين أكثر من 40,000 سهم وصندوق مؤشرات متداولة (ETF) ولتحصل على تنبيهات فوريّة حول توافق استثماراتك مع الشريعة الإسلاميّة.
الأسئلة الشائعة
ما هو صندوق المؤشرات المتداولة (ETF)؟
صندوق المؤشرات المتداولة هو عبارة عن سلة من الحيازات مثل الأسهم والسلع والسندات المدرجة والخاضعة للتداول في أحد المؤشرات الرئيسية مثل S&P 500 أو MSCI.
ما الذي يجعل صندوق المؤشرات المتداولة (ETF) حلالًا؟
حتى يكون صندوق المؤشرات المتداولة حلالًا، يجب أن يتضمن استثمارات متوافقة مع الشريعة الإسلامية وأن تُدار الأموال فيه بطريقة شرعيّة متوافقة مع مبادئ التمويل الإسلامي.
كيف أستثمر في صندوق مؤشرات متداولة (ETF) حلال؟
للاستثمار في صندوق مؤشرات متداولة حلال، افتح حسابًا مع منصة تداول متوافقة مع الشريعة الإسلاميّة مثل تبادلات، ثم استخدم أداتنا المجانيّة لفحص شرعيّة الأسهم وصناديق المؤشرات المتبادلة. ستفحص تبادلات 40,000 سهم وصندوق مؤشرات متداولة يوميًا حول العالم وفقًا لمعايير هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلاميّة (أيوفي)، وذلك بغية التأكد من وجود آلية ملائمة لتزكية الدخل والتحقق من شرعية الاستثمارات في الصندوق. إننا نراقب أيضًا ملفك الاستثماري باستمرار للتأكد من توافقه مع الشريعة الإسلاميّة.
هل صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) للذهب حلال؟
تُعد صناديق المؤشرات المتداولة للذهب حلالًا إذا كانت تستند إلى ذهب حقيقي، وتمنح حقوق الملكية للمستثمرين، أمّا صناديق المؤشرات المتداولة للذهب المستندة إلى عقود اشتقاقيّة أو ورقية فلا تلبي المعايير الشرعيّة.
هل صناديق المؤشرات المتداولة في مؤشر S&P 500 حلال؟
من المحتمل للغاية أن يتضمن صندوق المؤشرات المتداولة التابع لمؤشر S&P 500 شركات عاملة في مجالات غير متوافقة مع الشريعة الإسلاميّة. مع ذلك، ثمة صناديق مؤشرات متداولة تستبعد تلك الشركات من مؤشر S&P 500 مثل مؤشر SP Funds S&P 500 Shariah Industry Exclusions. وفي هذا الصدد، ننصحك باستخدام أداة تبادلات المجانيّة لفحص الأسهم الحلال، واكتشاف أحدث صناديق المؤشرات المتداولة المتوافقة مع الشريعة الإسلاميّة.