ترامب يشعل حرب تجارية بفرض رسوم جمركية بنسبة 30%..وأوروبا تستعد للرد

ترامب يفرض رسوماً جمركية 30% على الواردات الأوروبية، والاتحاد الأوروبي يهدد بالرد. الأسواق تهتز وسط مخاوف حرب تجارية عالمية، قبل أن يتوصل الطرفان لاتفاق خفّض الرسوم إلى 15%. تعرف على تفاصيل الأزمة وتأثيرها على الاستثمارات.

ترامب يشعل فتيل حرب تجارية مع الاتحاد الاوروبي
تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبروكسل بعد إعلان ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 30%.

فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية بنسبة 30% على الواردات الأوروبية، مما زاد من حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ومع استعداد بروكسل لاتخاذ تدابير مضادة، تفاعلت الأسواق وازدادت المخاوف من نشوب حرب تجارية عالمية. تعرف على ما يعنيه ذلك بالنسبة للرسوم، والمفاوضات، ومحفظتك الاستثمارية.

أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إشعال التوترات التجارية العالمية بإعلانه فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الواردات القادمة من الاتحاد الأوروبي، مما أثار مخاوف من تصعيد محتمل في الرسوم بين الطرفين.

وقد أثار هذا القرار قلقاً فورياً في أوروبا، مع ازدياد احتمالية فرض الاتحاد الأوروبي رسوماً جمركية مضادة على السلع الأميركية كرد فعل.

يحذر الاقتصاديون من أن هذه الخطوة قد تزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق، وتؤدي إلى اضطرابات في سلاسل التوريد العالمية، وتضيف ضغطاً إضافياً على الاقتصاد العالمي الضعيف.

ماذا قال ترامب لأوروبا؟

نشر ترامب سلسلة من المنشورات على منصته "تروث سوشال" أعلن فيها عن الرسوم الجديدة بنسبة 30% على واردات الاتحاد الأوروبي، وادعى أن هذه الرسوم تهدف إلى تصحيح ما وصفه بـ"عجز تجاري كبير ومستمر" بين الجانبين.

وفي رسالة رسمية إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أشار ترامب إلى أن العلاقة التجارية مع أوروبا "غير متكافئة"، بسبب الرسوم والسياسات والحواجز غير الجمركية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي.

وأضاف أن الرسوم الأميركية الجديدة "أقل بكثير مما هو مطلوب لسد الفجوة".

كما هدد ترامب برفع الرسوم الجمركية إلى مستويات أعلى إذا ردت بروكسل بإجراءات مماثلة، محذراً من أن أي تحرك من قبل الحكومات الأوروبية لفرض رسوم إضافية على السلع الأميركية سيؤدي إلى مزيد من التصعيد، مما قد يحوّل النزاع إلى حرب تجارية شاملة.

من الجدير بالذكر أن ترامب كان قد وافق في مايو الماضي على تأجيل تنفيذ الرسوم الأوروبية حتى 9 يوليو، بعد تهديده بفرض رسوم بنسبة 50% على الواردات الأوروبية، بناءً على طلب من المفوضية الأوروبية لإتاحة مزيد من الوقت "للتوصل إلى اتفاق جيد".

تفاعلت الأسواق بسرعة مع التأجيل، حيث شهدت العقود المستقبلية للأسهم ارتفاعاً في ظل انخفاض مخاطر التصعيد. هذا السيناريو مرجح الآن مع اقتراب الموعد النهائي الجديد في 1 أغسطس. ويترقب المستثمرون احتمال تأجيل آخر.

هل سيرد الاتحاد الأوروبي؟

مع تصاعد التوترات، صرح مفوض التجارة الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش بأن الاتحاد الأوروبي قريب من التوصل إلى اتفاق تجاري متبادل المنفعة مع الولايات المتحدة، مؤكداً على أهمية التعاون بين دول الاتحاد لتجنب اندلاع حرب تجارية شاملة.

وأضاف أن المفاوضات الحالية تبدو واعدة، لكنه حذر في الوقت ذاته قائلاً: "الرسوم الجمركية المقترحة بنسبة 30% قد تدمر التجارة عملياً بين الجانبين".

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاغاني إن الاتحاد الأوروبي أعد قائمة بالسلع الأميركية التي تبلغ قيمتها حوالي 21 مليار يورو (24.5 مليار دولار)، والتي ستُفرض عليها رسوم في حال فشل المفاوضات. كما حذر من احتمال فرض جولة ثانية من الرسوم الجمركية.

وأكد تاغاني أن "الرسوم تضر بالجميع، حتى الولايات المتحدة نفسها"، مشيراً إلى أن أي تراجع في أسواق الأسهم قد يؤثر بشكل مباشر على مدخرات ومعاشات التقاعد الأميركية.

ودعا إلى السعي نحو "تجارة حرة بدون رسوم" بين أوروبا وأميركا الشمالية، وحث البنك المركزي الأوروبي على التفكير في أدوات دعم إضافية مثل التيسير الكمي وخفض أسعار الفائدة لحماية اقتصاد منطقة اليورو.

وفي خطوة أخرى، اقترح بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي خفض الرسوم الجمركية على السيارات الأميركية كوسيلة لكسر الجمود التجاري مع إدارة ترامب. وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز"، فإن بروكسل مستعدة لإلغاء الرسم الجمركي البالغ 10% على السيارات الأميركية إذا خفضت واشنطن رسومها إلى ما دون 20%.

ردود الأسواق وسط تصاعد الشكوك

افتتحت الأسواق يوم الإثنين 21 يوليو بعد إعلان ترامب، حيث انخفض اليورو إلى أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع، في حين ارتفع الدولار الأميركي مع توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة.

يرى الخبراء أن ما يحدث حالياً ليس مجرد خلاف تجاري، بل هو مؤشر واضح على تصاعد الحمائية الاقتصادية بين أكبر اقتصادات العالم.

مخاطر تتجاوز التجارة

المخاطر تتجاوز مجرد انخفاض التجارة عبر الأطلسي، وتشمل:

  • تقلبات السوق
  • ارتفاع أسعار المستهلك
  • تباطؤ نمو الصادرات

كل ذلك يحدث في وقت تعاني فيه الأسواق من تضخم مرتفع أساساً. ويضيف تحذير ترامب من فرض رسوم إضافية رداً على إجراءات الاتحاد الأوروبي مزيداً من الغموض، مما يضع المستثمرين وصناع القرار أمام مشهد اقتصادي غير مستقر قد يعرقل مسار التعافي.

وقد حذر صندوق النقد الدولي بالفعل من تصاعد عدم اليقين في التجارة العالمية، وأكد أنه يراقب عن كثب تطورات رسوم ترامب الجمركية على الاتحاد الأوروبي لعام 2025، والمقرر سريانها في 1 أغسطس.

وخفض الصندوق كذلك توقعاته للنمو العالمي في عام 2025 إلى 2.8% بدلاً من 3.3% كما جاء في تقريره الصادر في أبريل.

السؤال الحاسم: هل ستتحول الأزمة إلى حرب تجارية شاملة وطويلة الأمد؟

على الرغم من استمرار المحادثات، تبقى المخاوف قائمة:

هل ستتمكن المفاوضات الجارية من احتواء الأزمة قبل أن تخرج عن السيطرة؟

العالم يراقب عن كثب، والأسواق في حالة ترقب وسط غموض متزايد.


تحديث 29 يوليو 2025
من حافة الأزمة إلى الانفراج: اتفاق التجارة الأميركي-الأوروبي يدفع الأسواق إلى الارتفاع

قبل أيام فقط من بدء موجة جديدة من الرسوم الجمركية الأميركية على السلع الأوروبية، توصلت واشنطن وبروكسل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة يمكن أن يعيد تشكيل التجارة عبر الأطلسي ويهدئ مخاوف الأسواق. الاتفاق لم ينجح فقط في نزع فتيل أشهر من التوترات المتصاعدة، بل وضع أيضًا الأساس لاستثمارات استراتيجية بقيمة 750 مليار دولار تهدف إلى تقليل الاعتماد على الصين وتعميق الروابط بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

المستثمرون رحبوا بالخبر، ما دفع الأسهم الأميركية والأوروبية إلى الارتفاع، في حين أبدت الشركات من قطاع الطاقة إلى الطيران ارتياحها بعد أشهر من الغموض.

ماذا يتضمن الاتفاق؟

بموجب الاتفاق، قبل الاتحاد الأوروبي فرض تعريفة جمركية بنسبة 15% على مجموعة واسعة من صادراته إلى الولايات المتحدة، وهو تراجع كبير عن نسبة الـ30% التي كانت واشنطن قد هددت بفرضها ابتداءً من الأول من أغسطس. ورغم أن هذه النسبة لا تزال أعلى من معدل بريطانيا البالغ 10%، إلا أنها تُعتبر مكسبًا جزئيًا لبروكسل، خصوصًا أن شركات السيارات الأوروبية ستواجه الآن ضريبة استيراد بنسبة 15% بدلاً من الرسوم العالمية الأشد (25%) التي فُرضت في أبريل.

في المقابل، التزم الاتحاد الأوروبي بفتح أسواقه أمام الصادرات الأميركية بدون رسوم جمركية جديدة، ما يمنح الشركات الأميركية وصولًا أوسع إلى المستهلكين الأوروبيين.

ومع ذلك، سيستمر فرض ضريبة مرتفعة بنسبة 50% على واردات الصلب والألمنيوم الأوروبية إلى السوق الأميركية.

إلى جانب الرسوم، يتضمن الاتفاق تعهدات أوروبية بضخ استثمارات في الولايات المتحدة بقيمة 600 مليار دولار، وشراء منتجات طاقة أمريكية بقيمة 750 مليار دولار، وزيادة واردات السلاح بشكل ملحوظ. ومن المتوقع أن يدر هذا الاتفاق على إدارة ترامب نحو 90 مليار دولار من الإيرادات الجمركية سنويًا، ويُنظر إليه على أنه انتصار جيوسياسي واقتصادي كبير.

لماذا هددت الولايات المتحدة برسوم جديدة؟

اتهمت إدارة ترامب الاتحاد الأوروبي بحماية سوقه الداخلي من خلال حواجز تنظيمية ورسوم غير عادلة، خاصة في قطاعات مثل التكنولوجيا الطبية والطاقة والزراعة. وأكد المسؤولون الأميركيون أن المنتجات الأميركية تتعرض لمعاملة تمييزية في أوروبا، مما يعيق وصول المصدرين بشكل عادل.

وقال البيت الأبيض إن زيادة الرسوم كانت تهدف للضغط على بروكسل لإزالة الحواجز القائمة منذ سنوات، وإنها جزء من حملة أوسع لإعادة "توازن" العلاقات التجارية مع الحلفاء بعد سنوات من تراكم العجز.

رد فعل الأسواق: ارتفاع الأسهم مع تراجع المخاوف التجارية

بمجرد أن أكد الرئيس ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الاتفاق في 27 يوليو، استجابت الأسواق المالية بشكل إيجابي. قفزت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية بقوة، حيث ارتفع مؤشر S&P 500 e-minis بنسبة 0.3%، بينما صعدت عقود ناسداك بنسبة 0.4%، في انعكاس سريع لارتياح المستثمرين بعد خفض الرسوم المهددة من 30% إلى 15%.

وعلى الجانب الأوروبي، كان المزاج متفائلًا بنفس القدر. ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأوروبية الكبرى، حيث صعد مؤشر DAX الألماني ومؤشر EuroSTOXX 50 بأكثر من 0.9%، بينما ارتفع مؤشر FTSE 100 البريطاني بنسبة 0.56%.

اعتبر المحللون الخطوة إحياءً للثقة في تخفيف التوترات التجارية، والتي كانت تثقل كاهل الأسواق طوال الصيف. وأكدوا أن الاتفاق أزال "خطر فرض رسوم ضخمة ربما كانت ستصل إلى مستوى الحظر التجاري"، خاصة بالنسبة للصادرات الأوروبية التي كانت تحت التهديد.

وعلى مستوى الشركات، سجلت الأسهم ذات الانكشاف المباشر على مخاطر الرسوم مكاسب كبيرة. ارتفع سهم Philips في أمستردام بنسبة 4–5% بعد أن خفضت الشركة تقديراتها لتأثير الرسوم بمقدار 100 مليون يورو. كما صعدت أسهم عمالقة الطيران Airbus وSafran بنحو 2% تقريبًا، بدعم من إعفاءات على الرسوم المفروضة على مكونات الطائرات.

ماذا بعد؟ التركيز يتحول إلى المكسيك

لا يزال الاتفاق عبر الأطلسي بحاجة إلى مصادقة رسمية من الكونغرس الأميركي والبرلمان الأوروبي، لكن كلا الجانبين يتوقعان مرورًا سلسًا. ويقول المسؤولون إن الاتفاق يمكن أن يصبح نموذجًا لشراكات تجارية مستقبلية مع اقتصادات ديمقراطية أخرى.

في الأثناء، تبقى أكبر الصفقات التجارية المعلقة مرتبطة بالشركاء الثلاثة الرئيسيين للولايات المتحدة: المكسيك وكندا والصين. ومع سعي الرئيس ترامب النشط إلى إبرام اتفاقيات جديدة، قد تحمل الأيام القادمة المزيد من المؤشرات الإيجابية للاقتصاد العالمي.

وللمرة الثالثة في ثلاثة أشهر، عاد المسؤولون الأميركيون والصينيون إلى طاولة المفاوضات. وتتزايد الآمال في أن يتفق الطرفان على تجميد الرسوم الإضافية لمدة 90 يومًا أخرى.

لكن، وعلى عكس شركاء التجارة الآخرين للولايات المتحدة، تبنت الصين موقفًا أكثر تشددًا. وإذا انهارت هذه المحادثات، فقد يظل الاقتصاد العالمي يواجه اضطرابات كبيرة في الأشهر المقبلة.

الأسئلة الشائعة (FAQs)

ما هي الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الاتحاد الأوروبي؟

هدد ترامب بفرض رسوم جمركية 30% على الاتحاد الأوروبي بدءاً من 1 أغسطس، لكن تم التوصل لاتفاقية تجارية في 27 يوليو 2025 تقضي بفرض رسوم 15% بدلاً من 30%. الرسوم تشمل معظم السلع الأوروبية مثل السيارات والأدوية وأشباه الموصلات، مع استثناء بعض المنتجات كالطائرات وبعض المواد الكيميائية.

لماذا فرض ترامب رسوماً على الاتحاد الأوروبي؟

يرى ترامب أن هناك خللاً في الميزان التجاري وسياسات غير متكافئة من جانب الاتحاد الأوروبي تضر بمصالح الولايات المتحدة.

هل الاتحاد الأوروبي منطقة تجارة حرة؟

الاتحاد الأوروبي عبارة عن سوق موحدة واتحاد جمركي، يتيح حرية حركة البضائع والخدمات ورؤوس الأموال والأفراد بين الدول الأعضاء.

ما هي الدول المعفاة من الرسوم الجمركية؟

تستفيد الدول الأعضاء في كتل تجارية مثل الاتحاد الأوروبي من التجارة الحرة فيما بينها. كما تتمتع بعض الدول بإعفاءات من الرسوم الجمركية عبر اتفاقيات تجارة حرة مع شركاء مثل الولايات المتحدة وكندا واليابان، أو من خلال برامج مخصصة للدول الأقل نمواً.

Tabadulat.com is operated by Tabadulat Limited, a company registered in the Abu Dhabi Global Markets (“ADGM”). The contents of this website are provided for informational purposes only and do not constitute an invitation or recommendation to invest in any securities. Currently, this website is intended solely to capture expressions of interest for future services, and no regulated services are being provided at this time.